جميع المعلومات حول تقنية الجيل الخامس 5G، وهل هي آمنة أم خطرة؟

أجرت الهواتف الذكية ثورة في عالم التقنية وغيرت الكثير من طرق تفاعلنا مع الأشياء على شبكة الإنترنت، لما شهدته تلك الأجهزة من تطور فيها تحديداً وفي شبكاتها أيضاً، حيث حصلت الشبكات الخلوية على الكثير من التطور الملحوظ على مر السنين وانتقلت من جيل إلى جيل.

لتصل اليوم إلى أحدث ما قد تم الوصول إليه ألا وهو الجيل الخامس من الشبكات 5G، فما هي هذه الشبكة وما الجديد فيها عما سبقها من الشبكات وهل هي آمنة أم تُشكل خطر على الصحة الإنسانية كما يعتقد البعض حالياً بأنها سبب انتشار فيروس كوفيد 19 (كورونا)؟ هذا ما سنناقشه في السطور التالية لهذا المقال.


قبل التعمق، ما هي تقنية 5 جي؟

يتم الاتصال بالإنترنت عادةً عبر شبكة الواي فاي في المنازل، الأمر الشائع في الشركات والمكاتب وحتى المقاهي والأماكن العامة مثل مراكز التسوق،. خارج تلك المناطق تربطنا الشبكات الخلوية التي تديرها شركات الاتصال المختلفة من بلد لآخر الذين يقدمون خدمات تشبه تلك التي يقدمها مزود خدمة الإنترنت.

دائماً ما تواجد تطورات تقنية لتحسين سرعات الإنترنت عبر الهاتف النقال لتحسين الاتصال والموثوقية والتغطية لدعم زيادة الأجهزة المتصلة بالإنترنت، جاء أحد أهم التطورات على شكل 4G في السنوات السابقة مما يسمح لنا باستخدام هواتفنا الذكية لبث الموسيقى ومكالمات الفيديو وحتى مشاهدة نيتفليكس - Netflix أثناء التنقل.

بينما اليوم، يمثل الجيل الخامس 5G تطور الشبكات الخلوية للتعامل مع التدفق القادم للأجهزة، تعد التكنولوجيا بسرعات شبيهة بالنطاق العريض أثناء التواجد في الخارج، بالإضافة إلى دعم مستقبل أجهزة إنترنت الأشياء (IoT)، كما يوجد العديد من الأسباب التي تجعل من الـ 5G عبر الهاتف النقال أسرع.

والآن، لنواجه الشكوك هل تقنية 5G لها اضرار خطر؟

انطلاقاً من العام السابق 2019، كان هناك جدل عام حول إمكانيات العملاق الصيني هواوي من تشغيل شبكات 5G، الأمر الذي أثار بعض الشكوك الأمنية لدى البعض، وبنفس الوقت الشكوك الصحية لدى البعض الآخر خلال جائحة COVID-19، حيث أُتهمت شبكات الجيل الخامس 5G في نشر المرض، وبدأ العديد من الناس بحرق أبراج الشبكة في العديد من البلدان!

إذن هناك بعض الادعاءات الشديدة حول اضرار تقنية 5g على صحة الإنسان، ومع ذلك على الرغم من التغطية الإعلامية لمثل هذه الادعاءات لا يوجد دليل يشير إلى أن 5G يشكل خطراً على الصحة الإنسانية، كما لاحظت صحيفة "نيويورك تايمز" أثارت العديد من القضايا نفسها حول تقنية الـ 4G أيضًا.

في آذار - مارس 2020، صرحت صحيفة الجارديان تصريحات اللجنة الدولية للحماية من الإشعاع غير المؤين (ICNIRP) مشيرة إلى أن 5G آمن في حين أن الخطر المطروح لا يختلف عن الشبكات اللاسلكية الأخرى، أحد التعقيدات هو أن الدراسات العلمية تنتج نتائج مختلفة عن بعضها البعض. قد لا تظهر الدراسة A أي تأثير سلبي ، بينما تُظهر الدراسة B تأثيرًا محتملاً صغيرًا.

ما الذي يقوله المنهج العلمي في هذه الحالة؟

ربما يجب علينا الاتجاه نحو العلم الذي اخترع مثل هذه الشبكات لكي يتعامل مع الأمر بنتائج متسقة أكثر، فلما وجد العلماء والباحثون؟ الذين يعملون على الملاحظة وتسجيل البيانات دون تحيز أو افتراض قدر الإمكان، بمجرد الانتهاء من الدراسة تتم مراجعتها من قبل النظراء وإذا تم العثور عليها بدون أخطاء فسيتم قبولها للنشر، أي أن الافتراضات الشخصية مرفوضة!

لمواجهة هذه الادعاءات عبر المنطق والدلائل والبراهين العلمية، يبحث العلماء والحكومات عن إجماع حول قضية معينة، ومع ذلك قد يكون من الصعب تحقيق اتفاق تام حول أمر ما، على سبيل المثال، كشفت مقالتان في مجلة ساينتفيك أمريكان عن وجهات نظر مختلفة بشأن سلامة شبكات الجيل الخامس 5G.

هل يُمكن أن نستنتج أن الـ 5G آمن؟

أجرت هيئة الاتصالات البريطانية Ofcom واحدة من أولى دراسات الدولة لشبكات الجيل الخامس، أخذوا مقاسات في 16 موقعًا في 10 مدن في المملكة المتحدة، وفقًا لما أفادت به هيئة الإذاعة البريطانية أظهرت نتائجهم أن الحد الأقصى لإخراج الإشعاعي كان 0.039 بالمائة من حدود السلامة الرسمية.

دراسات 5G محدودة حاليًا نظرًا لأن التقنية لا تزال قيد التنفيذ ومازالت جديدة، هناك عدد قليل من المستخدمين والهواتف المتوافقة أيضًا مع هذا النوع من الشبكات، مع توفر 5G على نطاق واسع سيكون هناك المزيد من الفرص للدراسات، والأهم من ذلك البحث طويل المدى في التقنيات اللاسلكية.

أخيراً، الجيل الخامس والمستقبل

في حين أنه من الجدير توخي الحذر بشأن التقنيات الجديدة، لا يوجد دليل يشير إلى أن 5G أكثر خطورة من 4G أو Wi-Fi أو أي أنظمة لاسلكية أخرى موجودة، حتى ذلك الحين فإن تأثير هذه الشبكات قابل للنقاش حيث لخصت معظم الدراسات إلى عدم وجود أدلة كافية لإبلاغها بأنها غير آمنة.